حرامي الموبيل

واقف أمبارح في تقاطع محمود بسيوني وشامبليون، واقف في منطقتي بكلم في الموبيل بكل أمان، ظهري للشارع علشان أسمع كويس، ولقيت حد بيشد الموبيل من على ودني، أول حاجة جت في ذهني أن حد يعرفني بيهزر معايا، ثاني فكرة ألف أشتمه علشان هزار البوابين ده، برفع عيني لقيت واحد على موتوسكل وواحد قاعد وراه بيشد الموبيل من إيدي، كنت قافش على الموبيل بإيدي فمعرفشي يشده، وطلعوا يجروا بالموتوسكل، المكالمة أتقطعت، فبعيد الأتصال وأنا واقف في نفس النقطة وفي لحظات إنتظار الطرف التاني يرد عليا خطرت في دماغي فكرة هو أنت حتمسك الموبيل في نفس المكان بنفس الطريقة؟ أنت مش خايف يتخطف منك تاني؟
حقيقة الفكرة ديت فضلت تجي في ذهني كل مرة أطلع الموبيل من جيبي علشان أكلم فيه، كل مرة يخطر في ذهني نفس الخاطر، أنت إيه اللي ضمنك إن محدش يحاول يسرق منك الموبيل تاني دلوقتي، أنت حتمسك الموبيل بإيدك اليمين ولا الشمال، ناحية الشارع ولا ناحية الرصيف، وهكذا.
لما تأملت في كل الأسئلة ديت جه في دماغي حاجة، العبرة في الموبيل بأستخدامه، نحاج الحرامي في سرقة الموبيل يعني بالضرورة أني مش حستخدم الموبيل، يعني لو الحرامي سرق الموبيل أو مسرقوش وأنا مستخدمش الموبيل علشان خايف عليه فالنتيجة واحدة، الحرامي نجح وأنا اللي خسرت الموبيل حتى لو حطيته في الدولاب وقفلت عليه بقفل، الحقيقة أنه حتى لو كان الحرامي نجح في سرقة الموبيل وأنا في نفس اللحظة أشتريت موبيل تاني وأستخدمته، فالنتيجة لو مكانتش خسارة، على الأقل ممكن نعتبرها تعادل، ممكن أكون خسرت شيء جامد، مادة، لكن بالتأكيد مخسرتش الموبيل لأني حستخدمه وحفضل أستخدمه.
تقريباً نفس الفكرة بتأمل فيها كل يوم وأنا بفكر في سفرية الهند، أخر ثلاث سنين من حياتي بفكر بشدة في أني أسافر الهند أدرس فلسفة بوذية وأمارس التأمل، وكل سنة بأجل الرحلة علشان أنا خايف على الفلوس، فرصة العمل، علاقاتي وأصدقائي، بيتي وتفاصيلي الصغيرة، كل المخاوف ديت كانت بتخليني سنة ورا التانية أجل الحلم، السنة ديت قررت إنه خلاص مش حأجل الحلم ده أكتر من كده، أنا خلاص مسافر رغم كل المخاوف اللي عندي، حقيقي العبرة مش بالحلم والمخاوف، العبرة بأني أعيش فعلاً مش أفضل خايف على الحياة.
كل ليلة وأنا قاعد في البيت، بحس أني بهدر وقت حياتي، حياتي معدتشي بالنسبة ليا بتتقاس بالأستمتاع أو بالدوشة أو بالزحمة أو حتى النجاح والفشل، بالنسبة ليا الحياة بقيت بعيشها بأني بعيش الحلم، بستخدم هذا الجسد، هذا الأداة في أني أحقق الهدف منه، وده بالنسبة ليا على الأقل اللي رايح أكتشفه وأعيد تعريفه.
وعلشان كده، وعلى الرغم أني من أمبارح لسه كل مرة بطلع الموبيل علشان أكلم فيه بيخطر في دماغي حرامي الموبيل، أني لسه بكلم في الموبيل، بمسكة بإيدي الشمال زي ما متعود، ناحية الشارع أو الرصيف مش فارقة، حعيش على الرغم من خوفي، اللي أنا متأكد أنه مع الوقت صوته بيهدى.

عوداً أحمداً

منذ تأسيس حسابي على الفيس بوك وأبتلعني تماماً هذا الأختراع حتى أني أحياناً نسيت شكل العالم خارج حدوده الزرقاء.
اليوم هو عيد ميلادي الخامس والثلاثين وقررت أن أحتفل بشكل مختلف، أولاً الأكتفاء بالتهنئة مع الناس على الفيس بوك، ولكن الأهم هو العودة للتدوين متخذاً قراراً للعودة للتدوين بشكل يومي.
كان قرار العودة للتدوين يراودني كثيراً وأخذت على نفسي عهدا بأن أبداء في التدوين مرة أخرى لأدون يوميات رحلتي التي أخطط لها للهند، ولكن دائماً كان السؤال الذي يخطر في بالي هو متى أبداء التدوين ليوميات هذه الرحلة، منذ لحظة إتخاذ القرار، من لحظة الحصول على الفيزا، تجهيز حقيبة السفر، حجز الطائرة، أم عند وصولي هناك؟
حقيقة لم أجد وقتاً أنسب لتدوين يوميات هذه الرحلة من هذه اللحظة، لحظة أحتفالي بهذه المناسبة التي لم أهتم بها أطلاقاً وإنما كنت أحتفل بها فقط أتساقاً مع العادة الأجتماعية وبهدف توسيع دوائري الأجتماعية وهو ما كان دائماً يفشل.
اليوم حقاً أشعر براحة شديدة لقراري المؤجل طويلاً، وبالعكس أشعر أن هذه هي اللحظة الملائمة تماماً لعودتي لمدونتي التي تركتها وحيدة من سنوات.
فعوداً أحمداً

My Mode Now



: )